تدعى الدولة وتؤكد باستمرار تدعيمها ومساندتها للعمل الأهلى من نقابات وجمعيات وروابط، وفى الوقت نفسه تتدخل فى انتخابات هذه الهيئات وتدعم مرشحيها على حساب الآخرين، كما فعلت فى نقابات الصحفيين والمحامين والمهندسين وأندية القضاة، وآخرها تدخل لجنة السياسات بالحزب الوطنى فى مشكلة البث الفضائى برفض عرض إحدى الشركات الدولية لشراء حقوق بث الدورى المصرى مقابل ١٢٠ مليون جنيه،
ورفض فكرة بث الدورى على محطة فضائية واحدة وتفضيلها تقديم عرض مشترك لكل الفضائيات المصرية والعربية تمهيداً لقبول عرض يقدر بنحو ٨٠ مليون جنيه فقط، ولم يقتصر الأمر عند ذلك بل أوصت لجنة السياسات برفض فكرة تأسيس رابطة لأندية الدورى تتبنى تسويق وبيع المباريات بزعم أنه يتعارض مع القانون،
وتأكيدها على حق اتحاد الكرة فى بيع الدورى ضاربة عرض الحائط بلوائح الفيفا والنظام الذى سارت عليه كل اتحادات الدول الأوروبية وأكده خبراء التسويق خلال ندوتى النادى الأهلى والمجلس القومى للرياضة، والتفسير الوحيد لهذه القرارات هو مساندة وتدعيم ثلاثى الحزب الوطنى زاهر وشوبير وصقر من أجل استفادة أغلب أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة من «سبوبة» الفضائيات على حساب الأندية الشعبية التى تعانى من الإفلاس، وفى مقدمتها الزمالك والترسانة والاتحاد والإسماعيلى والأوليمبى.
وقد سارع «شيخ العرب» سمير زاهر كعادته من أجل تفعيل القرار بعقد اجتماع مع أنس الفقى وزير الإعلام وأحمد أنيس رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون للاتفاق على «الطبخة» الجديدة من خلال دعوة ممثلى أندية الدورى لبحث العروض المقدمة من الفضائيات واستبعاد العروض الحصرية تنفيذاً لسياسة الدولة ولجنة السياسات ولجنة الرياضة والشباب بمجلس الشعب التى ليس لها مثيل فى كل برلمانات العالم،
بالإضافة إلى المجلس القومى بشقيه الرياضة والشباب، مع سحب البساط من تحت أقدام اللجنة الأوليمبية المسؤول الأول والأخير عن الرياضة فى كل دول العالم، وكان من الأولى عليهم العمل بعيداً عن المجاملات وتحقيق المصالح الشخصية التى كانت السبب فى انتشار الفساد والفوضى والمحسوبية،
وعلى الرغم من أن الدولة نفسها تؤكد سياسة الاقتصاد الحر والأسواق المفتوحة فإنها فى الوقت نفسه تتدخل حسب مصالحها ومصالح تابعيها فى وضع حل لمشكلة البث الفضائى وبيع وتسويق الدورى المصرى وهو حق أصيل للأندية صاحبة البضاعة ثم يأتى السؤال المهم: لماذا لم تتدخل لجنة السياسات فى عملية بيع الغاز المصرى إلى إسرائيل؟
** لا أخفى إعجابى الشديد بنادى الجونة لكرة القدم ليس لتصدره مجموعة الصعيد فى دورى الدرجة الثانية وعناده وكفاحه للصعود إلى دورى الأضواء، ولكن لأنه أول ناد وأول استثمار فعلى للشركات الخاصة فى مجال الرياضة ومحاولة تستحق الشكر والتقدير للمهندس سميح ساويرس ومناشدة لرجال الأعمال فى الدخول فى المجال نفسه بدلاً من إهداء أموالهم إلى البوشى!!