* * محنة هذا الرجل
كتب الواد الشقى المشاغب الكاتب الصحفى أسامة خليل فى جريدته «الفرسان» عناوين مثيرة عن حوار تحدث فيه مستر جوزيه عن مباراة الأهلى والإسماعيلى مثل «مجلس إدارة الأهلى يعاملنى كالعبيد»، و«لن أدخل الإسماعيلية مرة أخرى حتى ولو طلب مجلس إدارة الأهلى ذلك».
من الواضح حضرات القراء أن هذه المباراة وأحداثها الخارجية لا الفنية قد هزت الرجل من الأعماق. وأنا بصراحة أتفق معه فى تلك الأحاسيس وهذه المشاعر. فالأحداث كانت ساخنة وحمراء وملتهبة، وأضاءت ليل الإسماعيلية، تذكرنى بالمؤثرات التى نراها فى الأفلام الأمريكية.
إذن الرجل عاتب أو غضبان أو واخد على خاطره أو حزين أو مرعوب لأن إدارة الأهلى لم تتكرم بالسؤال عنه ولا عن لاعبيه. واستنكاره هنا مفهوم ومعقول فهو قد يرى أنهم قد تركوه فى الصحراء دون ماء أو نسوه فى أدغال أفريقيا عرضه لأن تفترسهم الأسود والنمور، شعر الرجل - وهو محق فى ذلك - أنه قد أضطر إلى دخول معركة خارج المستطيل الأخضر فى المدرجات المشتعلة.
هذا ما علينا ولكن ماذا عن مالنا.. اندهشت عندما قال الرجل إنه كاد أن يطلب زوجته لتطلب من السفير البرتغالى التدخل لإنقاذه مادام النادى الأهلى لم يقم بذلك.
إذن الرجل تصور أنها معركة أو مجزرة، كما تم فى غزة وتحتاج إلى تدخل دولى ربما من مجلس الأمن والأمم المتحدة.
هذا التصرف كان من الممكن أن يسبب أزمة سياسية بين بلده البرتغال ومصر. وقد تتهم مصر بأنها لا تحافظ على أرواح وسلامة مواطنى البرتغال، وهو ما قد يسىء إلى سمعة مصر فى المحافل الدولية.
أضف إلى ذلك قراره بعدم الذهاب إلى الإسماعيلية فى أى مباراة قادمة، والآن دعنا من السمعة السيئة التى يلحقها بمحافظة جميلة أهلها مسالمون وطيبون، ولكن ماذا لو حدث ذلك فى بورسعيد أو الإسكندرية أو حتى القاهرة فى مباراة مع الزمالك، إذن من الأفضل له أن يترك المحروسه ويذهب إلى بلده التى تحدث فيها أحداث عنف أكثر مما حدث فى مصر.
* * حضرات القراء..
بصراحة أنا فى بعض الأحيان لا أفهم هذا الرجل، فلم أقابل أو نقابل مثله من المدربين الأجانب الذين دربوا فى مصر.
فالسؤال هو هل هو رجل عصبى أم ممثل، هل هو مغرور، وهل نظرته للمصريين نظرة فوقية أى من فوق لتحت.. أم هو يريد أن يغلف انتصاراته هو ولاعبيه ببعض البهارات أو التوابل أو الشطة أو الفلفل الأسود الحراق، أم هو يريد أن يحيط الفوز بمؤثرات صوتية (فرقعة يعنى) وضوئية؟
بصراحة لا أفهم، فالذى يرصد أقوال وحركات الرجل يتصور أنه جاء من بطن الأحياء الشعبية فى بلده، حركاته حركات واحد بُرم، يعنى «مقطع السمكة وديلها»، من نوعية «إحنا اللى دهنا الهوا دوكو»، يبدو كأنه حريف اللعب بـ«البيضة والحجر» أو أستاذ فى لعب «التلات ورقات». خلع الجاكتة أو القميص، وعمل حركات مشينة باليدين. ماذا نسميها أو ماذا نقول عليها؟
سؤالى لبعض من يغضبه ذلك الكلام من جماهير الأهلى: هل سمعتم أنه فعل كل ذلك أو حتى بعضه فى البرتغال، هل علق أو وجه النقد لأى حكم أجنبى حكم له مباراة؟.. بالطبع لا..
فهناك الرجل طيب وأمير ومسالم وهادئ ولا يلبس جاكتات حتى لا يخلعها.
بصراحة حضرات القراء الفرجة على الرجل أثناء المباريات متعة كبيرة.. يا سلام لو لدينا رجل إعلانات ناجح يعد «سى دى» للرجل. أكيد حيكسب دهب.
وأنا أعده أننى أول من يشترى.
* * حضرات القراء..
بصراحة الرجل معذور، فهو مع كل هذه البطولات والنجاحات إلا أن حلمه لم يتحقق، كيف بعد كل ذلك ولا يدرب المنتخب البرتغالى.
وبصراحة أيضاً الرجل محق فهو يستحق ذلك، لكن ما ذنبنا نحن وأحلامه لم تتحقق.
سيادة المدير الفنى جوزيه:
من فضلك بالراحة شوية، وفكر فى حكاية الـ«سى دى»، الذى اقترحته الآن.
مشكلة تدريبك للبرتغال هى مشكلة السن، فأوروبا الآن تعتمد على الأعمار التى تبدأ بالأربعينيات.
«قل للزمان ارجع يا زمان».
* * «المستشار»
يبدو أن أحمد شوبير سيكون وسيظل إعلامياً بارزاً سواء أراد أو لم يرد. معارك شوبير المفروضة عليه أو التى يخطط لها ويدخلها برغبته يبدو أنها لن تتوقف.
آخر هذه المعارك التى مازالت معلقة موضوع تعيينه مستشاراً لاتحاد الكرة، وقد رأى كثيرون أن هذا التعيين هو عبارة عن دفع فاتورة من فواتير انتخابات اتحاد الكرة وما أكثر الفواتير التى عليه دفعها لو مسكنا له على الواحدة.
قضية أهل الثقة وأهل الخبرة فى مصر قديمة منذ بداية ثورة يوليو، فالثورة كانت ترى ومعها حق أن عليها أن تعين كل من ساهموا فى قيامها فى المناصب الحساسة.. ورأى كثيرون أن أهل الثقة كانوا يفوزون، فهم الأضمن وهم الذين يمكنهم الحفاظ على الثورة من أعدائها.
فى مقابل ذلك كان أيضاً كثيرون يرون أن أهل الخبرات لابد من وجودهم فهم ثروة لا يجب إهمالها ولا تركها على الرف.
الرشاوى أو الفواتير الانتخابية ظاهرة موجودة فى مصر كانت ويقيناً أنها ستظل إلى أوقات بعيدة.
وإذا رصدنا الحكومات المتعاقبة فى العقدين الماضيين، سنرى فى حكومة الدكتور عاطف صدقى أن وزراء أهل الثقة كانوا كثيرين فقد وجهت للرجل اتهامات أنه عين من كانوا معه، عندما كان مستشاراً ثقافياً فى فرنسا، والأمثلة كثيرة وبعضها مازال حياً حتى الآن.
ونفس الأمر تم فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى والدكتور عاطف عبيد وأخيراً حكومة الدكتور أحمد نظيف، إذن السؤال الآن: تحت أى بند يدخل تعيين أحمد شوبير هل هو من أهل الثقة أم من أهل الخبرة أم أن تعيينه يدخل تحت بند تسديد الفواتير الانتخابية؟
البعض يرى أنه يدخل تحت بند أهل الثقة وتحت بند تسديد الفواتير الانتخابية ولا يدخل تحت بند أهل الخبرة، فخبراته مثلاً لا توازى من سبقه فى المنصب الكابتن محمود الجوهرى.
هذه واحدة، والأخرى لماذا كان قرار اتحاد الكرة عائماً، أى لماذا لم يحددوا له الدور المطلوب منه كمستشار، فما هى متطلبات وظيفته، أفهم ويفهم كثيرون أن مفهوم المستشار هو أن ينصح عند الطلب، فى حكايات ألف ليلة وليلة عندما يغلب حمار الملك ويسأل وزيره قائلاً «دبرنى يا وزير» فالوزير لم يكن له حق إبداء الرأى إلا إذا سأله الملك..
ولأن سمير زاهر ليس ملكاً وأحمد شوبير ليس وزيراً فتصبح الوظيفة مائعة ومطاطة، فهل سيحضر جميع الاجتماعات أم سيحضر حينما يطلب منه الحضور، وهل سيكون له مكتب دائم وموظفون تحت رئاسته كما هو الآن أم أنه عندما يحضر ولا يجد مكتباً، فسيستخدم مكتب نائب رئيس مجلس الإدارة الذى سيرفض وهنا سيضطر إلى استخدام مكتب وتليفونات رئيس الاتحاد ومع الأيام يصبح الرئيس «خيال المآتة» ولا وجود له خصوصاً فى آخر السنوات الأربع.
* * حضرات القراء..
لست أدرى لماذا نسجل الجول فى أنفسنا، ولماذا يفعلها شوبير، فهو الآن سيما وقيمة ووظيفة ميرى.. والجميع يخطب وده.
والسؤال الآن:
ماذا سيستفيد شوبير من ذلك المنصب.. وماذا سيستفيد الاتحاد؟
عزيزى شوبير:
أخشى فى النهاية أن يطلق عليك أعداؤك «مستشار الغبرة».
ويا كابتن شوبير اعلنها عالياً وقل: «لأ مش لاعب».
مشاعر
* الوزيرة فايزة أبوالنجا.. لون وطعم وأداء مختلف عن وزراء كثيرين تعاملت معهم.. أناقة فى الأداء الوزارى نجاح باهر فى ملفات وزارتها الشائكة.
النجاح فى تحريك مشكلة الألغام فى الصحراء الغربية، الانتهاء من تطهير ثلاثة وثلاثين ألف فدان يمين ويسار ترعة الحمام.. هذا النجاح يعنى عودة السياحة والزراعة والغاز والمياه لكل الصحراء الغربية.
* حسن حمدى ومحمود الخطيب.. ما هذا الصمت اللذيذ صمت أبلغ من كل الكلام.. صمت مقنع.. تصوروا كل هذه الإنجازات دون كلام، أُمال لو كانوا يتكلمون.
* سهير الباشا مدير إذاعة الشباب والرياضة.. إعلامية متفتحة، المستمعون وأنا منهم نلهث وراء برامج إذاعتها.. ليتها تعد إحصائية بعدد المشاركين فى البرامج، ممكن أن يصلوا إلى حوالى مائة ألف أو أكثر فى الشهر.
* النادى الأهلى.. لاحظ فرق الإدارة بينهم وبين غيرهم، نموذج إعداد الكوادر الشابة مثل النجم هادى خشبة يتم على نار هادئة، يعنى ممكن فى المستقبل البعيد نراه رئيساً للنادى الأهلى.
* الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء.. إيه الحكاية، هو فيه إيه، هل يرضيك سياسة القضاء على الخضرة فى الإسماعيلية، البداية محاولة إزالة غابة مساحتها كيلومتر بآلاف الأشجار ثم القضاء على حديقة بها أشجار نخيل عمرها سنوات طويلة فى منطقة جاردن سيتى، والآن إزالة حديقة كبيرة فى حى الشيخ زايد وعمل محال ليس فيها ذوق جمالى كتب عليها أنها ليست للإيجار أو للبيع.
يا دكتور نظيف هو فيه إيه؟
* محمد حسام رئيس لجنة الحكام.. أفضل قرار لاتحاد الكرة منذ انتخابه هو الشخص المناسب، قوى، قادر، شبعان السؤال الخبيث هل أحضروه باقتناع أم أنه جاء ليشيل البيعة.
* المهندس إبراهيم محلب رئيس نادى المقاولون.. يستحق المهندس حسين عثمان أحمد عثمان هو والنجوم والذين حصلوا على البطولات فى مصر وأفريقيا تكريماً خاصاً وحفلاً خاصاً.. هل ممكن أن يفعلها؟
* عماد النحاس.. المؤمن مصاب، حزين من أجله، قلبى معه فى محنته، واثق من أنه سيعود وسيكون الأفضل.
* كالديرون رئيس نادى ريال مدريد.. قدم استقالته عندما اتهموه بالتلاعب فى الجمعية العمومية.. اللعب هنا لا حدود له ولم نر أحداً يقدم استقالته.