هل أنت صاحب مزاج.. أرجوك لا تفهمنى خطأ.. المزاج الذى أقصده ليس هو الذى تفكر فيه.. يعنى لا أقصد جلسة المزاج إياها.
تسألنى إذن ماذا تقصد بالمزاج، أقولك المزاج هو حالتك النفسية أى المزاجية، بمعنى آخر السؤال هو «هل حضرتك إنسان مودى» يعنى حالتك النفسية تتحكم فيك، مش برضه سيادتك أيام تستيقظ وتقول لنفسك أنا مزاجى مش رايق النهارده، مش عايز حد يكلمنى. طبعاً حصل.
بالمناسبة كلمة المود «mode» لا تنطبق فقط على الأفراد ولكن تنطبق على الشعوب كذلك.
خد عندك مثال: أمريكا أكثر شىء يتحكم فى قرارها السياسى هو مود الشعب الأمريكى، والإدارة الأمريكية تحسب ألف حساب لهذا المزاج.. فلم يحدث أن صدر منها قرار يخالف المود الأمريكى. وطبعاً عندى أمثلة كثيرة أعتقد أن هذا ليس مجالها الآن.
سؤالى لحضرتك، هل أنت صاحب مزاج فى الرياضة المصرية وكرة القدم على الخصوص.
هل عواطفك ومشاعرك ومزاجك تتحكم فيك، مثلاً تقول اليوم أنا بأشجع الأهلى وبكره تشجع الزمالك وبعده تشجع الإسماعيلى.
ويارب تكونوا بتشجعوا الإسماعيلى على طول.
أم أنك تتجرد من كل ذلك وعقلك هو الذى يتحكم فيك، ولكن قبل أن تجيب دعنى أتجرأ وأقول لك آه انت مودى وستين مودى كمان، ومزاجك إما أحمر أو أبيض أو أصفر أو أخضر، فأنت لا ترى سوى هذه الألوان وسيادتك لا سمح الله عندك عمى ألوان من كل الألوان لأنك لا ترى سوى لون واحد فقط هو الذى يتحكم فى مزاجك فهو إما يسعدك أو ينكد عليك ولا وسط بينهما.
مزاج سيادتك يأمرك ألا تحب إلا لون الفانلة التى تحبها، وألا ترى الهدف الذى سيدخل فى فريقك ولا ترى سوى الهدف الذى يسجله ناديك. يعنى باختصار كأن هناك سحابة سوداء تمنع الرؤية فى كل شىء إلا الشىء الذى يسعد مزاجك.
إذن نحن لدينا ما أسميه المزاج أو المود الرياضى ولكن قد تختلف فى شكله وفى قوته وتأثيره، نحن بصراحة تشكيلة أو كستليته كما اللحم، أو هو مزاج خلطبيته أو تورلى كما يعنى بصراحة نحن لا وسطيون فنحن نحب جداً ونكره جداً.
طيب لو حاولنا أن نطبق ذلك بدراسة حالة كما تقول فى رسائل الدكتوراه على جماهير نادى الزمالك، هى تحب نادى الزمالك جداً إلى درجة العشق، ومع ذلك ورغم هزائمه لا يتغير، وهى تردد دائماً الزمالك إلى الأبد أو كما تقول جماهير ليفربول فى أغنيتها الشهرية «لست وحدك» yau are not alone الفرق أن الزمالكاوية يقولونها فى سرهم بينما مشجعو ليفربول يرددونها دائماً والفريق يلعب غالباً أو مغلوباً.
واسمح لى بوقفة فملاعب الأندية الإنجليزية كل ملعب له اسمه الخاص وكل ناد له شعاره الخاص وله أغنيته الخاصة، بينما نحن لا وجود لذلك عندنا، وقد يكون من المناسب أن أكتب مقالة قادمة عن تلك الأشياء فى الأندية الإنجليزية نفس الكلام فى المزاج الأهلاوى، عاشوا وعشنا معهم فى أول مقابلة بنادى مانشيستر، وأننا ممكن أن نفوز عليهم ونحصل على بطولة العالم فى اليابان، وعندما لم يحدث ذلك تغير إلى صرف المزاج الأهلاوى، ومع ذلك ثبتت الأغلبية على تشجيعها لناديها، وكأنها أيضاً تقول للأهلى نفس شعار ليفربول «لست وحدك».
ومع ذلك اسمح لى أن أسألك السؤال التالى هل هناك شىء فى مصر المحروسة يمكن أن تتنبأ به أو تتوقعه، يعنى هل تستطيع أن تسيطر على التغيير الذى يحدث فى مزاجنا الرياضى العام.
طبعاً لا وقد أسمح لنفسى وأقول لك إذا كان رأيك غير ذلك أن أعلن التحدى وأضرب لك بعض الأمثلة كالآتى:
كيف كان مزاجنا قبل التقدم للحصول على تنظيم بطولة العالم لكرة القدم، وكيف أصبح المناخ العام بعد «صفر المونديال»؟!
وكيف كنا مع ميداليات أثينا.. وكيف أصبحنا بعد دورة بكين.. وكيف كانت مشاعرنا قبل بطولة الأمم الأفريقية ٢٠٠٦ وأيضاً ٢٠٠٨ وكيف أصبحت بعدها؟! تقدر تقاوحنى.. يخيل إلى لا.. بصراحة نحن شعب صاحب مزاج، ومزاجنا متقلب وأنا أقول لك إننى واحد من هؤلاء الناس. ويخيل إلى فى بعض الأحيان أن أردد ما قيل فى فيلم إسماعيل يس أصل أنا عندى شعره، ساعة تروح وساعة تيجى والسؤال الآن.. هى راحت خلاص واللا لسه..
يخيل لى لسه!
* أوهام الدورى المصرى
كان لى صديق وسيم، مشكلته أنه كان يعيش فى الأوهام أكثر من الواقع.
هو بالرغم من وسامته ورشاقته وحلاوة لسانه والتى كانت من الممكن أن تجعله «دون جوان»، إلا أنه فضل أن يعيش فى عالم من الخيال أكثر من الواقع، فعلاقاته النسائية لم يكن لها وجود فهى فى خياله فقط، فلم نر أو نسمع أنه ارتبط بواحدة أو أكثر مع أنه كان قادرا على أن يتعرف على عشرات الفتيات.
كان يضيع وقتى بالحديث عن تلك العلاقات التى لم تحدث، والتى كان يحاول أن يقنعنا أنها حدثت. كان يطلب منى أن أوصله لمكان حيث لديه موعد غرامى، وكنت أعود بعد أكثر من ساعتين لأجده واقفاً فى انتظارها وبالطبع لم يحضر أحد، حيث لا أحد فى الحقيقة أو الواقع.
قابلت مثله فى حياتى كثيرين مثله.. كل واحد يحكى له قصصه وحكاياته فى العمل أو فى الحياة واكتشف أنه لا شىء يحدث، كأن يتكلم أحدهم كيف اتخذ موقفاً عنيفاً من رئيسه، وعندما اتقصى أجد أنه نعامة وحمامة أمام هذا الرئيس.
لست أدرى لماذا أتذكر هذه الشخصيات خاصة عندما أسمع محللينا منهم لله وهم يتحدثون عن الدورى المصرى كما لو كان هو الدورى الإنجليزى وأكبر.
وأنت وأنا عندما ننظر للواقع لا نرى ما يقولونه صحيحاً.
خد عندك الملاعب الإنجليزية كاملة العدد فى المباريات، وعندنا تستطيع أن تعد المشجعين بمجرد نظرة سريعة.
ترى الأغنيات والأناشيد لا تتوقف طوال المباراة والإعلام الملونة الجميلة واليافطات مرفوعة وعندما لا تجد شيئاً من كل هذا، بل تجد يافطة، معلقة تطبطب وتدلع رئيس النادى الذى قد يكون مؤقتاً، وترى مؤلف خايب يعلق يافطة باسمه وهو لا يعرف أحد.
تنظر أرضية الملعب تجدها ولا سجادة إيرانى شيرازى وتنظر هنا حولك وترى الأرضية كما لو كانت أرضاً صحراوية فى بداية استصلاحها فهى بين البينين شوية أصفر وشوية أخضر، وكثير من المطبات ولا مطبات، شوارع القاهرة كأنها أنفاق الفلسطينيين بين غزة وإسرائيل.
تنشرح عيونك بمنظر الأطفال الصغار الذين ينزلون أرض الملعب مع كل فريق ويرتدون ملابس الفريقين، أطفال صحة إيه، خدود حمرة إيه، ثقة ما تقوليش.
نيجى للحكام.. ما شاء الله صحة ولا الحصان الأسترالى رشاقة ولا رشاقة عدائى أثيوبيا، شخصية فى الملعب ولا شخصية دركولا، مع ابتسامة ولا ابتسامة الموناليزا.
وكله كوم والسماعات والاتصالات بين الحكم ومساعديه كوم آخر، وعندما تسأل لماذا لا نراها فى مصر واتحاد الكرة ما شاء الله جيوبه عمرانه تسمع إجابة مضحكة أصل الحكام لن يستطيعوا استعمالها، وكأنها سر من الأسرار.
بلاش كل هذا، ما هو حال فرق الدورى المصرى، حدث ولا حرج، الترسانة قاهر الأهلى، والزمالك زمان ونجومه مصطفى رياض وحرب الدهشورى والشاذلى الذى لم يحطم أحد أرقامه فى تسجيل الأهداف، حتى الآن آخر الدورى. والإوليمبى بعبع الأندية الكبير زمان ونجومه محمود بكر والبورى وسيد الطباخ وبدوى عبدالفتاح فى ذيله.
ثم نوهم أنفسنا - مع أن هذا حق مشروع - أن بتروجيت وإنبى سيحصلان على الدورى، وهو كما يقول كثيرون عشم إبليس فى الجنة.
أما عن الزمالك فلا تتكلم فالشواهد أغنى من أى كلام. كفاية علينا كلمة «راجعين راجعين» وأنا أدعو الله أن يعود، فأنا أحب كرة الإسماعيلى والزمالك، فقط قل للزمان ارجع يا زمان.
حضرات القراء
أقول ولا كفاية حرام
صديقى العزيز الوسيم إياه، منك لله، فكرتنى بالدورى المصرى. يا أخى على الأقل كنت وسيماً ورشيقاً وتلفت الأنظار.. أما حضرة الدورى فلا هو كل هذا ولا هو حتى يلفت الأنظار.
مشاعر
* د. حسن مصطفى.. شخصية رياضية عصامية ومشرفة ولا تتكرر، مؤتمره قبل انتخابات اتحاد كرة اليد مؤتمر حضارى يليق بمصرى يرأس الاتحاد الدولى لكرة اليد.
* الوزير أحمد أبوالغيط.. فى رأيى أن الحملة عليه ظالمة ومبالغ فيها وليس هذا توقيتها.. أنا شخصياً يعجبنى.
* م. حسن صقر.. معلوماتى أن قلبه كان زى الحديد قبل تولى مسؤولية الرياضة.. الرياضة فى مصر للأسف تمرض ولا تشفى. سلامتك.
* ريكاردو مدرب الإسماعيلى.. هل هو موهوب أم محظوظ، أعتقد أنه محظوظ أكثر.
* د. على فرج الله، رئيس النادى المصرى.. التحقيق مع إبراهيم حسن كان واجباً ومعقولاً، إقالة حسام وإبراهيم تدخل فى بند اللامعقول.. نتائج الفريق القادمة ستتحملها أنت وطبعاً إنت عارف جماهير بورسعيد كويس.
* حسن شحاتة.. أجمل خبر سمعته آخر عام ٢٠٠٨ هو حصولك على المركز الثانى عالمياً. حسن لا تقول عليه مدرب وطنى ولكنه مدرب عالمى.
* محمد شيحة وكيل اللاعبين.. أشجعه لأنه إسماعيلاوى لحماً ودماً، ويكفى أنه أحضر مصطفى كريم وجونسون بملاليم لا أفهم سر الحملة عليه.
* اللواء عصام صيام المحاضر الدولى.. شخصية محترمة وجادة ويكفى أنه ابن مدرسة القوات المسلحة المصرية.
* الصحفى خيرى رمضان.. وجودك فى البيت بيتك إضافة جديدة.. أضفت نكهة خاصة للبرنامج مع محمود سعد وتامر بسيونى.