«أعتقد أنه قد آن الأوان، وليس فقط كنتيجة لما حدث فى الماضى القريب، ولكن لما ظهر خلال السنوات القليلة الماضية، للوقوف ولطلب إجراء مناقشة موسعة وشاملة حول جميع القطاعات المتعلقة أو المتورطة فى مسألتى صحة وتعليم لاعبى كرة القدم، بهدف توحيدهم تحت فكرة واحدة، لتزودهم بالمعلومات التى يحتاجونها للإلمام بكل عناصر اللعبة ومكافحة التجاوزات».
فالرغبة المستمرة لتحقيق الفوز من أجل الفوز فقط قد تفتح الباب، «كما هو الحال بالفعل الآن» لوحشية فكرة الحجم السائدة، فقد تفتح «القوة» الباب أمام التضليل مما يقضى على أخلاقيات اللعبة، وهو الموقف الذى قد يجبر اللاعب فى النهاية على تقبل فكرة أن الفوز هو كل ما يهم.
ويمكننا الآن أن نشهد تزايداً كبيراً فى عدد الإصابات الخطيرة، حيث يتم اختراع النظم التدريبية الصارمة التى تضع اللاعب فى خطر داهم، اللاعب الذى يجب فى الواقع حمايته من المجازفات التى يحملها سوء توافق أنشطة بعينها لا تحترم النمو والتطور الطبيعيين للاعب كرة القدم.
ولكن على العكس، فبدلاً من حمايته يذعن اللاعب الرياضى لكل ما يمليه عليه عالم ذو نزعة تجارية مفرطة لا يستطيع أن يفهمه، لأن الأمر لا يعنيه، إن هذا الولع غير المتزن بالنجاح ما هو إلا هجوماً صارخاً على صحة اللاعب، كما أنه قادر على تدمير أو حتى تغيير سلوك اللاعب، مما يؤدى فى النهاية إلى زيادة شعوره بالغرور والزهو بشكل كبير.
لذلك فإننى أدعو إلى إعادة التفكير فيما يجب أن يكون عليه لاعب كرة القدم الجيد، واحترام قوانين النمو الجسمانى والوضع النفسى للاعب اليافع ودعمه بالتعليم والمعرفة المتعلقة باللعبة واحترام حاجته لتعلم المهارات الفنية والاستيعابية التى ستقويه ليس فقط من ناحية الثبات والقوة البدنية وإنما من ناحية معرفته بكرة القدم.
كما أطالب أن نزرع فى أذهان اللاعبين المزيد من الإدراك لأهمية الإخلاص والكرم، مما سيساعد كرة القدم على استعادة كل شجاعتها ونبلها، متذكرين دائماً أن الهواية ما هى إلا حالة ذهنية وأن المباراة يجب أن تلعب فى إطار اللوائح.
يجب تذكر مباراة كرة القدم أو الاستمتاع بها لتميزها الجمالى، مع البحث عن كمال الأداء، لتناسق جميع عناصرها الفردية فوق سبعة آلاف متر مربع من الخيال والإبداع، يجب أن تكون المباراة مفعمة بالإثارة والغموض والكثافة لتعزيز نبل الصراع بين اللاعب والآخر والفريق والآخر، مما ينشىء صلة مباشرة من الوئام مع الجماهير وهو ما يجعلهم مفعمين بالإحساس والانفعال.
الإثنين 23 فبراير - 11:19
