وجدت نفسى... مع بداية عام ٢٠٠٩ أسترجع ذكرياتى فى جميع بلاد العالم مع المنافسات القوية المثيرة فى عالم الحيوانات، حيث تشتهر بعض الدول بتنظيم سباقات السرعة والتنافس لتضع الحيوانات محل الأنظار والإثارة وتحطيم الأرقام القياسية، وتستجيب هذه الحيوانات فى تلك المسابقات بالأداء المتميز مع تحقيق الإثارة والمتعة للبشر.
لقد فاجأت دبى العالم بتنظيم جائزة المليون دولار لسباق الخيول الذى تجرى فيه أجود أنواع الخيول فى العالم على أرض دبى للفوز بالجائزة، ليكون ثانى أكبر سباق فى العالم بعد «كنتاكى دربى» الذى يحمل معه جميع التقاليد والمراسم، ويعتبر أكبر مهرجان للخيول فى العالم وعمره ١٣٥ سنة، ويقام فى موعد محدد أول خميس من شهر مايو كل عام.
واشتهر فى إنجلترا السباق العريق القديم للكلاب فى أشهر استاد بمدينة لندن، حيث تحطم الكلاب الأرقام القياسية فى السرعة ويسبق هذه السباقات تدريبات للياقة والرشاقة والقوة. وعندما نذهب إلى أستراليا وغاباتها نجد أشد أنواع الرياضة بين الحيوانات، وذلك عندما يقف الكانجرو الشهير على ذيله ويلاكم بأيديه وأرجله منافسه للفوز بلقب الأقوى حتى تنجذب إليه الإناث.
ويتم تقديم هذه المنافسة الرياضية بين الكانجرو لإبهار زوار أستراليا فى غاباتها. وقد شاهدت فى دول الشرق الأقصى الرياضة بين الكائنات فى أقوى صورها.
إنهم يخلقون الإثارة الكبرى عندما يضعون حيوان النمس فى تحد لإظهار فنه وذكائه ضد ثعبان الكوبرا الخطير بسمه القاتل، حيث تظهر براعة النمس فى سرعة رد فعله للخلف فى كل انقضاضة من رأس الكوبرا عليه حتى يقوم النمس فى النهاية بالتحكم فى الكوبرا وعضها من أعلى رأسها ويعلن فوزه وانفراده بهذا الأداء الرائع أمام الكوبرا. إنها المنافسة فى ألعاب السرعة والقوة. وقد تميزت إندونيسيا بتقديم سباق القرود إلى أعلى الأشجار لتقطيع أكبر عدد من ثمار جوز الهند فى أقل زمن.
إن تدريب القرود على هذا الأداء الفريد أصبح سمة من سمات الإثارة فى إندونيسيا. ويرفع أيضاً من سعر القرد فى سوق الشراء.
إن تايلاند تنفرد بتقديم سباق الجاموس، ويأتى كثير من المنظمات الدولية لمتابعة هذا السباق الفريد من نوعه حيث يركب الشباب الجاموس وينطلق لتحقيق أعلى معدل سرعة للفوز بلقب الأسرع. وأيضاً سباق الأفيال رغم كبر حجمها وثقل وزنها إلا أنها تدخل هذه المنافسات وتجرى برشاقة لتحقيق الإثارة والمتعة لأهل البلد وزائريها.
وإذا كانت بعض الدول العربية قد فطنت إلى إدخال سباق الجمال فى مهرجاناتها لتصبح فكرة جديدة فى سباقات الحيوانات فى العالم تتابعها جميع الدول بما تحمله من استعراض لأداء الجمال فى السباق. لقد أخذ الأجانب عن الفراعنة المصريين عربة «الكاريتا» التى يجرها حصان، ونظموا لها سباقات دولية غاية فى الإثارة والكاريتا كانت موجودة فى مصر وفى القرى وانقرضت.
أقول وجدت نفسى.. حزيناً على ما وصل إليه حمار القرية الذى لا يوجد فى أغلب دول العالم أو غاباتها مثيل له. إنه فى طريقه إلى الانقراض دون أن نفعل له شيئاً.
وأتذكر فى طفولتى مدى حبى لحمار القرية ومتعتى أن أركبه وكان وقتها مملوءاً بالحيوية والنخوة يجرى ويرفص وأصبح اليوم هزيلاً منكس الرأس لا يعطيه أحد أى اهتمام ولم تفكر جمعية الحمير فى الزج به فى سباقات يمكن أن تكون فريدة من نوعها. لقد رضى حمار القرية أن يحل محله «التوك توك»، وأن يصبح لحماً تأكله الحيوانات فى حديقة الحيوان بالجيزة.
وحيث إنه تربطنى علاقة طيبة بحمار القرية منذ طفولتى فقد سعدت أن يجد حفيدى «يس» متعته على ظهر حمار القرية الذى يتلقى منه كل العطف.