وجدت نفسى أحقق حلمى بزيارة مونت كارلو المدينة الرائعة لإمارة موناكو «دلوعة» أوروبا، وعاصمتها أيضاً موناكو، ورغم صغر مساحة هذه الدولة ١.٩ كيلومتر مربع فقط فإنها نجحت فى أن تلفت أنظار العالم إليها من خلال الرياضة، وهى تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط ولها جذب سياحى وقد خصصت شواطئها لإضفاء طبيعة خاصة يحس بها كل من يزور هذه الشواطئ.
لقد نظمت إمارة موناكو سباق السيارات العالمى الشهير كل عام حيث تخترق سيارات السباق شوارعها المطلة على البحر وترصد كاميرات التليفزيونات كل حركة فى هذا السباق وتصدره إلى جميع أنحاء العالم.
لقد قدمت أيضاً موناكو نفسها بنجاح للعالم من خلال سباق الدراجات الذى يحرص على الاشتراك فيه أبطال وعمالقة اللعبة. وفى أيام السباقات يتكاتف أهل مونت كارلو لإخراج هذا الحدث فى أروع صورة وكأن كل سباق مرآة لهذا الشعب وترويج لكل شىء فى هذه المدينة ويخرج أناس إلى الشوارع لتحية الأبطال المنافسين وتشجيعهم حتى تكون مدينتهم محط أنظار العالم فى هذه السباقات.
ورغم أن هناك مهرجانات فنية عالمية فى مونت كارلو فإن الرياضة تفوقت بما فيها من متعة وإثارة وحققت لمونت كارلو كل شىء بالدرجة الأولى.
إن أهل موناكو يتكلمون جميعهم الفرنسية وتعدادهم ٣٢٠٠ نسمة وهو ما يساوى تعداد عزبة صغيرة فى ضواحى مصر. ورغم صغر مساحة مونت كارلو فإن مبانيها ومحالها فى غاية الفخامة والرقى، والعمارات السكنية المطلة على البحر المتوسط لم تفلح العوامل الجوية والرطوبة فى اختراق واجهاتها وتشويه صورتها. وعندما تستضيفك مونت كارلو فى إحدى شققها العالية المطلة على الساحل فتشعر وكأنك أمير هذه الدولة.
ولم يكن ممكناً أن أترك مونت كارلو دون زيارة معرض الأحياء المائية (الأكواريوم)، الذى يحوى أسماكاً نادرة بأشكالها وألوانها الرائعة وأحياء مائية عديدة ينفرد بعرضها هذا المعرض الدولى الشهير لجذب السائحين لزيارته.
لقد جاء الأمير ألبير بعد وفاة والده الأمير رينيه، الذى كان يعشق الرياضة بصفة عامة والاسكواش بصفة خاصة وله كأس باسمه اعتز بالاحتفاظ بها لبطولة مونت كارلو الدولية للاسكواش ويوجد ملعب اسكواش داخل قصر الأمير. إن الأمير ألبير هو لاعب أوليمبى قام بتمثيل موناكو فى خمس دورات أوليمبية شتوية فى رياضة التزحلق على الجليد، ويسافر شعب موناكو إلى الدورات الأوليمبية الشتوية لتشجيع أميرهم ورفع أعلام بلادهم.
لقد فاتنى أن أذكر بطولة التنس الدولية التى تحمل اسم مونت كارلو وتستضيفها كل عام، ورغم أن هذه البطولة ليست من أكبر البطولات وجوائزها ليست أعلى قيمة فإن عمالقة هذه اللعبة يحرصون على متابعتها لأنها تختلف عن أى بطولة تنس فى العالم حيث تنفرد بملاعبها الحمراء على شاطئ مونت كارلو واللاعب ينافس ومياه البحر على يمينه أو على يساره تحت دفء شمس مونت كارلو.
إن متابعة المباريات الدولية فى مونت كارلو أمر بالغ المتعة، فليس لديهم أى أمل فى تنظيم دورة أوليمبية لصغر مساحة الدولة، ويبقى لهم دائماً الاستمتاع بالمناخ العام المحيط بالرياضة فى مونت كارلو
إن شرب العصير يأخذ الناس إلى آفاق ما بعد البحار والمحيطات ـ الجمال + الرشاقة + الأناقة + الرقى. كيف تجتمع هذه الصفات فى مجتمع وكأنه اتفاق ضمنى ليس له معارضون وكأن هناك كشف هيئة لكل من يذهب إلى مونت كارلو أو يعيش فيها. حيث لا تجد وجهاً مكفهراً أو نفساً يتملكها الغيظ من أى شىء ولا تجد مصمصة شفايف من أحد على أحد، ولا ولاية من أحد يرتدى كل شىء على من يرتدى شيئاً.
إن السلوك الرياضى والروح الرياضية أثرا المدينة كلها بالسعادة والبهجة. لقد عرفت مونت كارلو قدر نفسها وعلمت أهم ما يميزها هو ساحل البحر فأقامت جميع بطولاتها الدولية على هذا الساحل.